رفقــــــــــاً بنا أرجوك ... توقف !!!!!!!!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قبل عدة أيام غادرت الوطن و أحمل بقلبي العديد من الغصص (جمع غصة ) تتباين في الحجم و الألم ..
و لعل أكثرها ألماً و هو تركي لشقيقي بإحدى زوايا المستشفيات يعالج من أثار التدخين .

عائلتي .. كأغلب العائلات الليبية لها تاريخ عريق في التدخين
و بكل أسف أقول أن جدي لأمي كان أحد ضحايا التدخين
و توفي من أثاره على رئتيه بالرغم من انه محام و رجل قانون مثقف و معروف ..
و لكن هذا البلاء لا يعرف الطبقية .
أبي . و بعد عهد طويل بالتدخين قرر فجاءه أن يتوقف و نجح و الحمد لله ..
و أصبح رمزاً يضرب به المثل في
إن الإدمان على التدخين من الممكن أن يتغلب عليه إن صاحبه بعض الإرادة .

الان تدور الحلقة و يأتي دور شقيقي ...
**************************************

ما جعلني أفكر في كتابة هذا الموضوع هو وجود شريحة كبيرة من الشباب بوضع شقيقي

و لعل المناسبة الاكثر تأثيراً و جذباً لكتابة هذا الموضوع كانت منذ يومين ..

رأيت لقطة لصديقة لي من تصويرها تعرضها و تمثل معاناة التدخين .

للامانة لم اتمالك نفسي من البكاء .. فهي صورت بلقطتها قصة كاملة لكل مدخن ..

قصة قاسية و مؤلمة .. بكل فصولها و تفاصيلها

فقررت ان اهدي هذه اللقطة لشقيقي و لكل مدخن ..

و أُرفقها برسالة علها تأتي بما لم يأتي به الحديث المباشر :

و ارجو من كل منّ له مدخن
في عائلته
او اقاربه
او اصدقائه
و يعز عليه ما أل له حاله
ان يضيف رسالة شخصية له هنا

يبثه فيها مشاعره و خوفه عليه .. فهؤلاء محتاجون للدعم أكثر من النقد .

:
:
:
يتبـــــــــــــع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

"اخي العزيز على قلبي ..

قلبي الذي يؤلمه حالك و ما أل اليه ... بعد سنين من التألق و النجاح .

أمد يدي إليك و أنا أرجوك أن تكف هذا البلاء عنك .. و عنا .

كم يؤلمني رقادك هنا وسط الالحفة البيضاء في هذه الصالة ذات الرائحة المقرفة و الممزوجة بالأدوية و العقاقير .

أخي .. مددت لك يداً بالطلب و أسال الله ان لا تردها ..(( ارحم نفسك و ارحمنا ..))

مازلت اذكر كلماتي الراجية و أنا اهمسها في أذنك .. خشية أن يسمعني أحداً من الموجودين ..

و مازلت أحس أهتك التي أرسلتها و أحرقت قلبي .. و دمعتك التي حبستها و أنت تردد : و لا يهمك ..أن شاء الله .

رفقاً بنا على نفسك . رفقاً بوالدينا اللذين لم يبخلا عليك بالنصح و لا بالمؤازرة .

رفقاً بعواطفهما و ضعفهما .. و شيخوختهما التي زادت بمرضك و تدخينك .

أدعو الله لك أن يلهمك طريق الرشاد .. و أن يمنحك الإرادة و القوة الكافية لإنقاذ نفسك من أسر هذه السيجارة اللعينة .

:

((أقود الهوى نحو حتفي , نحو موتي , نحو سماوات الغياب !
وأمضي في صحارى التائهين لا أرى سوى الذئاب !
و أشلاء الحيارى في غياهب الظلام قد مزقتها الكلاب ..

أين السبيل إلى النور وقد أهلكت رئتاي ..
وغرست بها سبائب الذبول حتى
نزفت
نزفت
نزفت !))

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

(الوردة تعبر عن حياة المدخن فقد أحرقت أطرافها كبداية للهلاك والانهيار
أما السجاير المتناثرة بالحوض فهي تراكم آلام السنين الماضية
والسيجارة التي تنزف قد تخلت عن صاحبها وأعلنت انحيازها عنه فانتحرت
وكأنها روح المدخن )